قال القرطبي في تفسيره لسورة البقرة الآية 164:
( فحواس الإنسان أشرف من الكواكب المضيئة،
والسمع والبصر منها بمنزلة الشمس والقمر في إدراك المدركات بها،
وأعضاؤه تصير عند البلى ترابا من جنس الارض،
وفيه من جنس الماء العَرق وسائر رطوبات البدن،
ومن جنس الهواء فيه الروح والنَفس،
ومن جنس النار فيه المرة الصفراء.
وعروقه بمنزلة الأنهار في الارض،
وكبده بمنزلة العيون التى تستمد منها الأنهار، لأن العروق تستمد من الكبد.
ومثانته بمنزلة البحر، لانصباب ما في أوعية البدن إليها كما تنصب الأنهار إلى البحر.
وعظامه بمنزلة الجبال التى هي أوتاد الارض.
وأعضاؤه كالأشجار ؛ فكما أن لكل شجر ورقاً وثمراً فكذلك لكل عضو فعل أو أثر.
والشَعر على البدن بمنزلة النبات والحشيش على الأرض.
ثم إن الإنسان يحكى بلسانه كل صوت حيوان، ويحاكى بأعضائه صنيع كل حيوان،
فهو العالم الصغير مع العالم الكبير مخلوق محدث لصانع واحد، لا إله إلا هو )