نكســة الانتصــار .. (( زوايــا ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل إنسان في هذه الحياة حلم يراوده يتمنى الوصول إليه ذات يوم
ولكل حلم طريق نمر بهِ ,, لنصل من خلاله لهذا الحلم
ولكل طريق بداية فرحلة ومن ثم النهاية

فكم من قبيلة ضحّت وخاضت معارك لتصل إلى أهدافها وأحلامها
كم قدمت عائلات هذه القبائل من شبابها وأطفالها ونسائها في سبيل تحقيق ما تصبو إليه
إذاً ,, هل لاحظتم معي قيمة الهدف أو الحلم بالنسبة لنا ؟
هل لاحظتم ماتعنيه التضحية بالنسبة لنا ؟

كم من نصر ٍ أهلك أقوام وألحق بها خسائر فادحة
وكم من نصر ٍ جاء سهلاً
وكم من انتصار ٍ سبقته هزائم كثيرة
أما النوع الأجمل للانتصار هو ذاك الانتصار الذي يقف وراءه جندُُ حملوا الراية ولوحوا بها
وسلموها لخلفائهم من بعد مغادرتهم لهذه الحياة
دفعوا بأرواحهم في سبيل القضية التي يؤمنون بها
ليبنوا لمن بعدهم حياةً زاهرة لطالما حلموا بها وخططوا للوصول إليها

فما أجملنا اليوم عندما نحافظ على مابناه أجدادنا وأرادوا لنا الوصول إليه
وما أجمل الوصول إلى هدفٍ طال انتظاره
وعلى الرغم من جمالية تلك اللحظة وماتحمله من فرحة

ألا وهي لحظة الوصول إلى الهدف

مانلبث أن نلامسها حتى نجد في أعيننا دمعة
دمعة مجهولة الهوية
لا نعرف إن كانت دمعة فرح
أم دمعة حزن
أم دمعة نكسة الانتصار كما يريد الكاتب تسميتها

ولكن هل للانتصار نكسة؟

بالطبع ,, لا
ولكنها نكسة لعيون ٍ اشتاقت لرؤية الجند المجهولين
عيون أرادت أن تلمح من حلم برؤية هذا الحلم وهو حقيقة اليوم
عيون أبكاها القدر ,, بعد أن خطف القدر عيوناً رسمت لهذا الانتصار

فانهمري أيتها الدموع على هذا الخد الحزين وارسمي طريقكِ
لـِ تسقي شفاهنا العطشى وترويها لتنمو وترسم تلك الابتسامة الساحرة

فهنيئاً لكمـ بـِ بسمة حزن ٍ من بعدِ دمعةِ فرح