بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله, أما بعد:
فقد انتشرت بين كثير من أهل الصلاة من المسلمين بدعة نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير,
واتخذها الناس سنة إذا غَيّرت قيل غُيّرت السنة, كما روى الدارمي في مسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو الصغير إذا غُيّرت السُنة؟, فقيل: متى؟, فقال: إذا كثرت قراءكم وقلت فقهائكم وقلت أمناؤكم وكثرت أمراءكم واُشتريت الدنيا بعمل الآخرة
وذلك أن خطيب الجمعة إذا دعا ترى كثيرا من الناس يرفعون أيديهم في غير استسقاء, ظانّين أن رفع اليدين للدعاء مطلقا جائز في كل دعاء أو تأمين عليه, فدعاء الخطيب قد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في خطبه ولكن لم يرد رفع اليدين للمأمومين ولا للمأموم أثناء الدعاء.
وهذه بدعة لم يأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر وجوب أو استحباب ولم يفعلها أحد من الأصحاب رضوان الله عليهم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وقال بن عمر : كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة.
كما روى مسلم في صحيحه فعن عمارة بن رؤيبة, قال رأي بِشر من مروان علي المنبر رافعاً يديه , فقال: قبٌح الله هاتين اليدين,لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم مايزيد علي أن يقول بإصبعه هكذا, وأشار بإصبعه المسبحة.
فدل الحديث على جواز الدعاء في الخطبة إذ أنه لم ينكر عليه الدعاء, ودل على أنه لم تكن الأيدي ترفع لا من قبل الخطيب ولا من قبل المأموم فإنه لم يستثني المأموم, وأما في الاستسقاء فيشرع ذلك.
فأدعوا جميع الإخوة أن يتركوا هذه البدعة إبتغاءاً لوجه الله تعالي, ومتبعين لسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وترك مادون ذلك.
وصلي اللهم وسلم وبارك علي محمد عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم.
كتبه: ماهر بن ظافر القحطاني.