agadrmostapha عضو نشيط
عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 31/01/2010
| موضوع: المسار الخميس فبراير 11, 2010 5:18 am | |
| في السجون المصرية الآن سجناء ليبيون مثلما هناك سجناء مصريون في السجون الليبية الى جانب سجناء جزائريين وربما آخرين يحملون جنسيات أخرى , لكني أخص بالذكر هنا حاملي الجنسيتين المصرية والجزائرية لأنني أجد في صحف البلدين الجارين متابعة شبه دائمة لحالة هؤلاء المساجين , ويمكن ملاحظة ذلك ان من خلال الاطلاع على تلك الصحف مباشرة أو رصد ما ينشر في مواقع مختلفة على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت) , واذا كان من الطبيعي تفهّم هذا الاهتمام الذي تبديه صحف ما تجاه رعايا يحملون جنسية هذه الصحف نفسها لأن ذلك يصب في اعتقادي في صميم مهامها , الا أنني ألاحظ كما يلاحظ غيري أن الأمر غالبا لايتم بمنطق حيادي وأن الموضوعية تغيب في أداء كثير من الصحفيين الذين يتعاطون مع هذه المسألة , حتى أن بعضهم صور القضية وكأن السلطات الليبية استهدفت عشوائيا أناسا آمنين استحضرتهم من بيوتهم أو من أماكن عملهم ورمت بهم في السجون دونما ذنب ولا محاكمة بالطبع , بينما في الحقيقة أن هؤلاء السجناء يقضون عقوبات نتيجة أفعال مثبتة ارتكبوها على الأرض الليبية تجرمها القوانين الليبية, وتمت محاكمتهم بعلم سفاراتهم أو قنصلياتهم , ومن الحقائق التي ربما لا يعرفها كثيرون أن من بين الجرائم التي صدر بشأنها حكم مشدد على مرتكبيها جرائم قتل ينتمي فيها الجاني والمجني عليه الى بلد عربي واحد ويحملان الجنسية نفسها , وبينهم من قتل زوجته , أو أن مواطنا عربيا آخر ارتكب الجريمة في حق مواطن عربي آخر .. أعود الى السجناء الليبيين في السجون المصرية وأغلبهم يقضي عقوبة الحكم بالسجن المؤبد , وقد حفزني على تناول موضوع هؤلاء السجناء الاهتمام الملحوظ الذي يبديه صحفيون عديدون في الدولتين الشقيقتين بقضية أبناء بلدهم نزلاء السجون الليبية أولا , وثانيا أنني علمت أن السجناء الليبيين في السجون المصرية الذين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين الاثنين يطالبون منذ مدة بما أراه مطلبا منطقيا وعادلا وهو نقلهم الى بلادهم ليقضوا ما تبقى من مدة عقوبتهم هناك , حتى يتمكن ذووهم من زيارتهم بين حين وآخر ما يخفف من معاناتهم النفسية والاجتماعية ومن معاناة ذويهم أيضا , وقد سألت ما المشكلة في ذلك وأنا أعلم أن هناك اتفاقية لتبادل السجناء بين البلدين ؟ الا أن الاخوة المسؤولين في قسم الشؤون القنصلية بجمهورية مصر العربية أفادوني بأن ثمة مشكلة بالفعل وهي المادة 71 من الاتفاقية القضائية الموقعة بين الجانبين الليبي والمصري في قسمها المتعلق بتسليم المتهمين والمحكوم عليهم , التي تحول دون تحقيق هذا المطلب أو تعرقله نظرا لطبيعة القضايا التي أدين وحوكم فيها أولئك المساجين وهي كلها قضايا مخدرات ,اذ تنص المادة على ((ألا يكون حكم الادانة صادر بشأن جريمة من جرائم المخدرات أو من الجرائم العسكرية البحتة أو غيرها من الجرائم التي من شأنها المساس بسيادة أي من البلدين أو أمنها أو نظامها العام )) , كما أفادوا بأن القنصلية سبق أن خاطبت الجهات المعنية في الجماهيرية العظمى بالعمل على اعادة النظر في هذه المادة , وقد لاحظت وربما سيلاحظ كثير من القراء أن المادة 71 المشار اليها ينقصها تدقيق وحصر في الصياغة فهي عممت فيما يتعلق بـ (جرائم المخدرات) ولم تبين المقصود بتلك الجرائم ما اذا كانت تعني الحيازة من أجل الاتجار أو التعاطي أو هي تعني كل ذلك , ولماذا تم مساواة مثل هذه الجرائم الجنائية بالجرائم السياسية التي شملتها المادة ! .. على كل , ورغم متابعة القسم القنصلي في القاهرة لأوضاعهم والتنسيق مع السلطات المصرية لتوفير العديد من حاجياتهم الأساسية التي يطلبونها عادة حسب افادة القسم القنصلي يبقى مطلب المساجين الليبيين في نقلهم الى بلادهم وقضاء ما تبقى من مدد عقوباتهم فيها مطلبا عادلا , كما يبقى مطلب اعادة النظر في المادة 71 من الاتفاقية المشار اليها مطلبا منطقيا , لا أرى صعوبة في امكانية النظر فيه وهو أمر لا يخل بمبدأ العقاب ولا بفلسفته ولا بطبيعته حيث تضمن قانون العقوبات في كلا البلدين موادا تشدد فيها العقوبة عن جرائم المخدرات اتجارا كان أم تعاطيا . مرسلة بواسطة bashir zabiya بشيــر زعبيــه في 1:21 م 0 التعليقات روابط هذه الرسالة الأربعاء، نوفمبر 18، 2009الخيبة .. أو رياضة الكراهية لم أتردد في كتابة موضوع مثلما ترددت في الكتابة حول ما حدث ويحدث في بلدين عربيين على مختلف مستوياتهما الاعلامية والاجتماعية والسياسية ربما كانت الصدفة وحدها وراء جمعهما في مباراة فاصلة للترشح الى نهائيات كأس العالم في كرة القدم التي ستحتضنها جنوب أفريقيا صيف العام المقبل .. ذلك لأني رأيت أن أنأى بنفسي عن هذا التدني في التعامل حدث هو مهما كان سياقه يبقى مجرد مباراة رياضية بين فريقين عربيين ولا أريد أن أنهى عن شيء وآتي مثله حين استنكرت كل هذا الاهتمام المبالغ فيه بهذه المباراة .. لكن أمام هذا الفصل غير المعقول في المشهد العربي , ولأن بلادي وضعتها الجغرافيا الطبيعية منها والسياسية على تماس مع الحدث شرقا وغربا وجنوبا حيث (الحدث الفصل ) رأيت أن أكتب ما لم أجد له عنوانا ملائما سوى ( الخيبة.. أو رياضة الكراهية) , الخيبة التي أعتبرها هي النتيجة النهائية لهذه المباراة مهما تراءى لأي فريق أو بلد أنه الفائز , الخيبة حين نسمع ونرى الى أي درجة يمكن أن ينحط الخطاب الاعلامي العربي متجليا في نموذج يتعاطى مع مباراة رياضية بلغة غابت فيها مفردات الرياضة لتحل محلها كل مفردات الحرب ومصطلحاتها ( الموقعة – الملحمة-اليوم الموعود- البركان - يوم الجحيم- الهجوم- الدفاع – خط النار-الكرامة ) وقرارات باقامة جسور جوية من بلد الى بلد , بل هناك من تحدث عن "خطة سرية" لاجلاء رعاياه تحسبا لما قد يعقب المباراة , وآخرون دعوا الى مساعي حميدة لـ " نزع الفتيل " !! تصريحات لمسؤولين سياسيين على أعلى مستوى وفتاوى رجال الدين , فيما لم تكف الاتهامات المتبادلة عن اعتداءات هنا وانتقام هناك أو العكس محصلته جرحى وخسائر مادية , وقبل ذلك وأخطره زرع الفتنة والعداوة و نشر الكراهية بين أبناء شعبين كانا بالأمس شقيقين !! حتى يكتسب ما يحدث أستحقاق تسميته بـ (رياضة الكراهية) .. لست بصدد الخوض في تفاصيل كيف بدأ هذا الذي يحدث ومن تسبب فيه أولا , لكن لا بد من طرح السؤال : لماذا يحدث هذا ؟ لماذا تنفجر العداوة هكذا وبمثل هذه السرعة وفي حدها القريب من الأقصى في هكذا مناسبات ؟ لماذا يتوارى صوت العقل فجأة وتتناغم لغة النخبة مع لغة الشارع , ويتفنن ويتسابق الجميع في شحن الناس لتغيب الحكمة وتحضر الغوغاء والفلتان والفوضى ؟ لماذا هذه الشوفينية ؟ ولماذا لا يستطعم العربي الفوز علي شقيقه الا اذا ارتبط بالحط من قدر هذا الشقيق وتحقيره واهانة رموزه , حتى الرايات التي سقط الأجداد شهداء من أجل أن ترفع على أرض حرة وترفرف في سماء حرة تمرغ على الأرض وتحرق ـ وللأسف ـ بأيدي أ بناء هؤلاء الشهداء أنفسهم !! .. ومن يدري الى أي مجرى كان سيؤدي التصعيد لو ان البلدين المعنيين تربطهما حدود مشتركة ! سترجع بنا الذاكرة هنا أربعين عاما الى الوراء لتستحضر واقعة الحرب التي حدثت بين دولتي الهندوراس والسلفادور بسبب مباراة في كرة القدم! .. في مقال سابق لي في هذه الزاوية كتبت عن أحداث عنف أعقبت مبارة في كرة القدم بين فريق تونسي وشقيقه الليبي , وطرحت بعض من هذه الأسئلة , ونبهت الى أنه ثمة خللا ما في ثقافة العلاقات الطبيعية المفترض أن تربط بين شعبين شقيقين متجاورين مستغربا من هذا الكم من العدوانية الذي يعكسه سلوك مخيف يعبر عن احتقان مخفي سرعان ما ينفجر كلما توفر له مناخ مناسب , وتأكد في غير تجربة أن مثل هذه المناسبات الرياضية هي ذلك المناخ الأنسب للخراب , ولم يعد في امكاننا ازاء هذه الحقيقة تصديق ما يقال وما يعلن من تصريحات لمسؤولين رسميين هنا وهناك تتحدث عن صورة وردية للعلاقات بين الأشقاء بينما نرى بين حين وآخر صورة أخرى ليس فيها من الورد سوى الشوك .. بل أن الشبهة تلحق هنا بهؤلاء المسؤولين حين نرى تأخر ردود فعلهم الحاسمة وعدم اتخاذ اجراءات استباقية أمام مؤشرات كانت كافية لأن تنذر بما سيحدث ويستوجب احتواؤها والتصدي لها في مهدها , لا أن تترك الأمور رهينة سياق فوضوي عشوائي لا شيء محسوب فيه أو منظم سوى أسباب الفتنة , وحين تدخلوا لم ينجزوا سوى ما يصب في خدمة هذه الفتنة , هذا ما كان من أمر الجهاز الحكومي الرسمي أما المعارضة والتي تزايد في العادة على الحكومات في مبدأ الحرص على المجتمع وعلى البلاد فقد لجأ أغلبها الى استغلال الحالة لخدمة حملته على الحكومات, وخلطت في استخدام المصطلحات حتى لم تعد تفرق بين(المنتخب) و(الانتخابات) .. ثمة أسباب لاشك وراء هذا المشهد البائس للعلاقات الرسمية بين البلدان العربية لاندعي الاحاطة بكل أسبابها وبما يجري في كواليس الساسة بشأنها , وهي أسباب تشكل معطى هاما في الخلل الذي طالما أصاب هذه العلاقات بالارتباك والشك والشلل أحيانا , لكن الخلل الأكبر يبقى في المسلك الجمعي العربي العام , وتحديدا هذا الذي نرصد ذروة تجليه في الشارع وأبطاله شباب لا يمكنك أمام هذه الطاقة الملفتة التي يتسم بها فعلهم وتفاعلهم الا أن تتساءل لماذا لا تستثمر هذه الطاقة وتوجه الى ما فيه صالح المجتمع ؟ لكنك حين تقترب من مكمن الخلل ستكتشف أن هؤلاء الشباب الذين كانوا ولا يزالون ضحية بين سلطة تهمشهم ومعارضة تزايد بأوضاعهم هم ضحية أيضا لواقع لم يترك أمامهم من مدخل مفتوح وآمن لتفجير طاقاتهم الحقيقية بعنفوانها سوى مثل هذه المناسبات ، شباب في أغلبه مهمش عاطل فاقد ألأمل والأمان, ماذا ننتظر منه اذا وجد أين يفرغ طاقة مشحونة بالنقمة والاحساس بالوصول اى حافة اليأس .. شباب هنا يفترش البؤس ويلتحف الفقر ويغامر من أجل ما يراه خلاصا فرديا وأملا في الوصول الى فردوس موهوم حتى وان كان يدرك سلفا أن الموت غرقا سينتظره بعد ساعات أو أن يبقى مسلما عقله للمغيبات وعذاب الروح حين يضيق بها كل شيء..وشباب هناك تفتحت أعينه على مشاهد القتل والدم المراق في أحلك عشرية سوادا عاشتها بلاده , مرعوبا هاربا من ظلام يمكن أن يخبيء له سكينا أو ساطورا متحفزا باسم الدين أحيانا , راكم في عقله وقلبه وحتى في جسده طاقة تؤهله للصمود والدفاع وتحركه متأهبا حين يستشعر خطرا ما , وقد وجد من يوهمه بالخطر ويسوقه نحوه حيث المواجهة وحيث تنفجر الطاقة بكل ما تحمله من تراكم الرغبة في الانتقام .. ستنتهي المباراة , ويعود الجميع , منتصرا توهّم أو منكسرا , لكن أشياء مهمة صار من الصعب أن تعود . لا أدري ان كان ما نراه اليوم ونحس ببؤسه وتخلفه بحاجة الى حكماء سياسة أو مصلحين اجتماعيين أو اخصائيين في علم النفس أو شيء ما ينزل من السماء !.. ربما نحن بحاجة لكل ذلك , لكننا نحتاج قبل كل ذلك أيضا الى عودة العقل ليأخذ مكانه , نحتاج الى عقد اجتماعي يعيد صياغة العلاقة بين الشعوب وحكامها , وبين الشعوب نفسها .., لا بد من فتح كوة للأمل تعطي الناس أمكانية أن يعيشوا أسوياء , وتحسسهم بأن ثمة أشياء جديرة بأن يعيش الانسان من أجلها في هذه الحياة ..واذا استعصى هذا فان ما من باب سيظل مفتوحا أمامنا سوى ذاك الذي يؤدي الى مزيد الخيبات ومزيد الكراهية. مرسلة بواسطة bashir zabiya بشيــر زعبيــه في 3:39 م 0 التعليقات روابط هذه الرسالة الخميس، نوفمبر 12، 2009العرب وايران .. صناعة العداوة أستغرب اصرار بعض العرب على استعداء ايران وذهابهم الى حد الجهر بالتصريح ان (الخطر الايراني) أكثر تهديدا للعرب من الخطر الاسرائيلي ، والسبب –الظاهر على الأقل- القلق من برنامج ايران النووي - وهو السبب الذي أفرخ أسبابا أخرى , أكثرها ضجيجا تدخل ايران في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال دعم حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وأخيرا دعم الحوثيين في اليمن ويتصل بكل ذلك محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد العربية ، والحقيقة أن اعلان العداء ضد ايران ما بعد الشاه ظهر واضحا منذ انتصار الثورة الايرانية 1979, وبلغ حد الصدام العسكري الذي تجلى في حرب شرسة بين ايران والعراق دامت ثماني سنوات.بعد أقل من ثلاث أعوام من نهايتها بدأ يظهر الجانب العبثي من تلك الحرب التي أودت بحياة قرابة المليون شخص , فاتفاق الجزائر 1975 الذي ألغاه النظام العراقي عام 1980 من طرف واحد ملحقا بمطالب عراقية كاملة في الاهواز واقليم عربستان وخوزستان وكان أحد مبررات الحرب رجع هذا النظام نفسه واعترف به متخليا عن تلك المطالب , والعرب الذين دعموا العراق تحت مبرر الدفاع عن بوابة العرب الشرقية , هم أنفسهم الذين وقفوا بعد سنتين فقط ضد العراق وساعدوا في دك هذه البوابة وفتحها على مصراعيها أمام الاحتلال الأجنبي ! بعد أن رجعت أمريكا التي قادت الجميع في دعم العراق لتقود ذاك الجميع نفسه في حرب مدمرة ضد العراق نفسه ونظامه ..كانت الحربان من صنع أمريكي , مرة مع العراق وأخرى عليه , ثم تعمل أمريكا على تجييش هؤلاء العرب ضد ايران , وهي ان كانت تفعل ذلك في كل مرة لحساب نفسها , لحساب مصالحها في المنطقة (النفط واسرائيل) , فما هي المصالح التي تدفع بعض العرب لمعاداة ايران واستعدائها ؟! السؤال نفسه الذي طرح ابان حرب الخليج الثانية اذ بُرر في الأولى بغزو العراق لجارته الكويت , سيما وأن هؤلاء العرب رأوا كيف يتقلب سلوك الادارة الأمريكية في العمل من أجل مصالحها ، دعمت العراق وجعلت منه أكبر قوى المنطقة ثم انقلبت عليه ودمرته وجعلته أضعفها حين اقتضت مصالحها ذلك , لكن أية مصالح للعرب في معاداة ايران الى حد تقاطع موقفهم هذا مع الموقف الاسرائيلي, وكيف يمكن فهم هذه الحالة التي يراد لها أن تكون بما تحمله من متناقضات : اسرائيل عدو العرب وايران عدو اسرائيل والعرب عدو ايران , واذا صحّ ما يروج له من مخاوف اسرائيلية من ايران فهل ما يخيف اسرائيل يخيف العرب في الوقت نفسه ؟! أولم يسأل العرب المنخرطين بحماس في الحملة على ايران أنفسهم ماذا لو تبدل المسلك الأمريكي في لعبة المصالح ؟ جربت أمريكا في حملتها على ايران سياسة الاحتواء ثم العقوبات وحرضت غيرها على الابتعاد من هذه الدولة , فلماذا لا تقترب وتجرب سياسة الحوار ؟ قد تفعل ذلك , ولا شك أن تورطها في العراق وأفغانستان سيجعلها بحاجة الى هذه السياسة بمعنى أنها بحاجة الى ايران, وقد جربت جدوى ذلك في حربها ودخولها أفغانستان والعراق , وهناك من بين سياسييها من يشجعها في هذا الاتجاه ( أنظر تقرير بيكر- هاملتون) والسماح بدور لايران خاصة فيما يتعلق بالعراق , لكن ايران تريده دورا كاملا على مستوى المنطقة وهي تصعّد المواجهة أحيانا وتضغط من أجل ذلك , وهذه مسألة خاضعة للتفاوض وعن طريقه يمكن تخفيض سقف المطالب, وفي سياق كهذا قد تجد الادارة الأمريكية مخرجا لتقليل خسائرها دون التنازل عن مصالحها الاستراتيجية :النفط وضمان أمن اسرائيل ..وعلى المائدة يمكن أن يطرح كل شيء , فالنفط لا مشكلة حوله ,الشركات النفطية تعمل في الخليج بمنتهى الحرية وتحت حماية القوات الأمريكية نفسها ,وايران محتاجة في كل الحالات الى تسويق نفطها سواء كان الزبون أمريكيا أو غيره , أما ما يتعلق بـ(أمن اسرائيل) فبإمكان المفاوض الايراني اقناع نظيره الأمريكي بأن بلاده لا تشكل خطرا على اسرائيل كما يروج له الآن , وأن الايرانيين لن يكونوا أحرص من الفلسطينيين على قضيتهم وهاهم اختاروا طريق التفاوض مع الاسرائيليين وقد سبقهم عرب الى ذلك وآخرون على الطريق , كل ذلك على أن يسلم الأمريكيون بالدور الايراني , وسنسمع بعدها ما يؤكد أن لا نية عسكرية وراء برنامج ايران النووي , أما الارهاب فتدرك أمريكا أنه تهمة رحالة تلاحق بها من تعتقد أنه يعرقل مصالحها , ولم نر مسؤولية ايرانية مثبتة عن عملية ارهابية واحدة استهدفت المصالح الأمريكية , حتى الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر حسب الرواية الأمريكية لم يكن من بينهم ايراني واحد بل كان أكثر من نصفهم ينتمون الى جنسية بلد عربي واحد , أما ملف حزب الله فسيكون أمره أقرب الى مائدة التفاوض السوري الاسرائيلي .. هذا سيناريو مفترض وغير مستبعد في التعاطي السياسي ولعبة المصالح , فان حدث , ماذا سيكون الحال بالنسبة للعرب الذين انساقوا وراء نهج العداوة مع الجار الايراني ؟! اذن لماذا لا يختصرون الطريق ويعيدون النظر في علاقتهم مع ايران على قاعدة البحث عن المشترك بمنطق الجيرة و التاريخ والجغرافيا والواقع السياسي , فهم الباقون وغيرهم طاريء , نعم هناك مخاوف عربية وغياب ثقة أمام ما يرونه من طموحات الجار (الفارسي) على حساب أمنهم واستقراهم ووحدة أراضيهم بل ونسيجهم الاجتماعي, وهناك أسئلة مقلقة مشروعة يفترض أن يجيب عنها هذا الجار بما يطمئن جيرانه , وكل ذلك يمكن تفهمه , ويمكن طرحه على مائدة الحوار والتفاوض بقليل من الصبر وبما يخدم المصالح الحقيقية للطرفين وفق أجندتهما بعيدا عن أجندة الآخرين .. لقد تفاوض العرب مع عدوهم الاسرائيلي ومنهم من تصالح معه ومنهم من يسعى وينتظر , وقدم العرب مجتمعين مبادرة للسلام مع اسرائيل , فكيف لا يمكن الجلوس مع جار مسلم والتفاوض معه , لماذا لا تطرح مبادرة علاقات استراتيجية بين العرب وايران قد تتلوها أخرى بينهم وتركيا ؟! أليس من شأن هذا تعزيز الموقف العربي السياسي والاقتصادي ؟ أليس اتجاه مثل هذا سيشكل ورقة قوية بيد العرب في تعاملهم مع الآخرين .. وفي غياب هذا وحضور الشك والاحتقان والشحن الخارجي تجذَّر أسباب الخلاف , وثمة من يستدرج الطرفين ومن ثم المنطقة بدفع الخلاف الى حد الصدام , نأمل ألا تكون الحالة الحوثية شرارته الأولى ، ونأمل ألا تكون في ذلك اجابة عن السؤال القلق أيضا لماذا يتكدس السلاح منذ مدة في المنطقة عبر صفقات مليارية قياسية رشحتها لتكون من بين أكثر المناطق تسلحا في العالالسّــــــــــــلام الأخــــير سيعود المفاوض السوري ليجلس أمام نظيره الاسرائيلي ان في السر أوفي العلن , وان كانت مفاوضات السر قد بدأت , سيتفق الطرفان ان عاجلا أو آجلا , وستنتهي الحرب بين سوريا واسرائيل وان كانت قد انتهت بالفعل وأصبحت خلافا , رغم أن أحدهم قد يخرج و يقول ان الحرب لم تنته اذ ليس بالضرورة أن تكون الحرب رميا للقنابل وقصفا بالمدافع .. ما أقوله ليس تنبؤا , بل هو قراءة للواقع ومعطياته ولدروس التاريخ والجغرافيا , فليس ثمة دولتين تتحاربان الى يوم القيامة سيما وأن قدر الجغرافيا أجبرهما على أن يكونا متلاصقتين وأن في امكان طرف أن يأخذ من الثاني بالتفاوض ما يراه حقا كاملا غير منقوص يحفظ له كل مقومات السيادة , وأكثر من هذا أدراك الطرفين أنه من المستحيل أن يلغي أحدهما الآخر بالحرب أو بغيرها , وقد جربا أكثر من حرب , هذا بالضبط ما أعتقده يبرر للسوري قرار التفاوض مع الاسرائيلي , وادراك الأخير بأن الاسرائيليين لا يمكن أن يقيموا ما يعتقدونه دولة لليهود تعيش على حرب تخاض الى الأبد .. ما سيقنع الآخرين أيضا بمبررات المفاوض السوري وما يمكن أن يضمن للسوريين الدخول والخروج بوجه أبيض يحفظه لهم التاريخ التاريخ هو أن بلادهم كانت آخر الذين جلسوا على مائدة المفاوضات في صراع اشتركو في خوضه مع أطراف عديدة ضد عدو مشترك , ببساطة سيكون في امكان السوري والتاريخ القول : ان سوريا كانت آ خر المتفاوضين , ولم تفاوض الا على استرجاع أرضها , استرجاع هضبة الجولان , وهو آخر ما تبقى مما يمكن أن يفاوضون عليه .. ليس هذا من باب الدعاية للموقف السوري ولكنه الواقع .. تفككت مسارات ما كان يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي لينجز الاسرائيليون اتفاقيات سلام مع مصر (كامب ديفيد) ومع الأردن (وادي عربة) ومع الفلسطينيين ( أوسلو) , وان فشلت في لبنان (17 أيار) لفشل فك المسار السوري اللبناني , ولقدرة السياسي السوري على التحكم في هذا المسار بما لا يزال يملكه من أوراق قوية في لبنان ـ رغم انسحابها العسكري من أرضه ـ تجعل أي انجاز على هذا المسار مرهونا بما يمكن تحقيقه على المسار السوري .. ستستأنف المفاوضات السورية الاسرائيلية كما كان متوقعا وكما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد قبيل أيام حين دعا الى استئناف هذه المفاوضات , وستستجيب اسرائيل , سيدخل المفاوض السوري حاملا ملفا واحدا هو (الجولان) ما يعني في التفصيل التفاوضي انسحاب الاسرائيليين الى حدود الرابع من يونيو 1967 وسيواجهه المفاوض الاسرائيلي بملفات ثلاثة على الأقل ( لبنان ـ فلسطين ـ ايران) وتعني في التفصيل نفسه وقف دعم سوريا لحزب الله وحركة حماس والتنظيمات الفلسطينية المعارضة المقيمة في دمشق والابتعاد عن ايران .. وسيتحقق المطلب السوري وتصبح المطالب الاسرائيلية في باب (تحصيل حاصل) ذلك ان تمكنت سوريا من استعادة كامل أرضها فلن تكون بحاجة للتمسك بأوراق قديمة استنفذت أغراضها بمعنى أنها ستنتقل من استراتيجية تحقيق السلام الى المحافظة على هذا السلام ، وللاسرائيليين في هدوء جبهة الجولان طيلة أكثر من أربعين سنة عبرة وحافزا , وان كان الاسرائيليون سيأخذون ما يريدونه من سوريا بشأن حزب الله وحماس الا أن سوريا غير ملزمة بقطع علاقتها مع ايران لكنها ستعمل على اعادة صياغة هذه العلاقة بقدر يتفهمها الايرانيون والاسرائيليون على السواء بما يترجم مقولة رئيس الوزراء الاسرائيلي " ان كلا من الجانبين يعرف ما يريده الطرف الآخر " .. هذا أيضا لا أضيفه متنبئا , لكن سياق الحالة التفاوضية السورية الاسرائيلية وعلاقتها بالوضع الاقليمي تقود الى ذلك , سأشير مثل الى : · ان الاسرائيليين محتاجون في النهاية الى السلام ولا يمكن كما ذكرت أن يعيشوا في حالة حرب الى ما لا نهاية. · ان السلام الذي ينشدونه لا يمكن أن يتحقق بدون سوريا , وأن سوريا لا تعمل على انجاز هذا السلام بدون استعادة كامل أراضيها ( الأرض مقابل السلام) . · ان سوريا تدخل المفاوضات وقد تحررت من الالتزام القومي الجماعي في أدائها مع الاسرائيليين لتحل محل ذلك المصلحة الوطنية بعد أن أنجزت الأطراف الأخرى مهامها التفاوضية وخرجت من الصراع بموجب اتفاقات سلام ثنائية (مصر-الأردن-السلطة الفلسطينية) . · ان أصواتا اسرائيلية بدأت تمهد لهكذا أيلولة باطلاق تصريحات تنفي اعتبار الجولان من ضمن الأراضي الموعودة لليهود. · التصريحات التي نسبت للوزيرة السورية بثينة شعبان عن استعداد اسرائيلي للانسحاب من هضبة الجولان نقله الوسيط التركي عن المفاوض الاسرائيلي ,متزامنة مع تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ان الجانبين الإسرائيلي والسوري قد حلا بالفعل 85 في المئة من خلافاتهما. · ان حق سوريا في استعادة الجولان مغطى دوليا بقرار مجلس الأمن رفض ضم اسرائيل لهضبة الجولان المحتل عام 1981, وقبله القرار رقم242 الذي يؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة .. تبقى المسألة متعلقة بالتوقيت , ان توقيت الانجاز الكامل لـ (اتفاقية سلام) أو السقف الزمني الذي ستحدده هذه الاتفاقية لأيفاء كل طرف بالتزاماته , ما يعني حينذاك دخول المنطقة حالة سياسية جديدة تستجيب لمعطيات الجغرافيا التي ستجعل في سياق متصل دورا سوريا في لبنان والعراق مطلوبا وقد تتبدل تحالفات وتتغير أولويات , ربما يدخل الأداء السوري الأخير في التعامل مع الجيران من باب القراءة المسبقة لهذه التبدلات . الأشجار لا تموت دائما واقفة في وقت ليس كهذا كان يمكن اعتبار أن ما حدث أمامي صباح هذا اليوم شيء استثنائي وربما محزن أو في حد أدنى هو مدعاة للتشاؤم , وفي كل الأحوال لم يكن هذا الصباح ككل صباح، على الأقل بالنسبة لي : كنت مارا في الطريق الرئيس نفسه , حركة الناس نفسها ونفسها البلادة المسطحة على الوجوه , ثمة على بعد أمتار أمامي شيء من الزحام وبعض الضجيج وحين اقتربت كان واضحا أن شجرة قد تنحت من على الرصيف ليسقط القسم الأكبر منها على الاسفلت .. سألت بفضول لماذا سقطت الشجرة ؟ تطوع أحدهم مجيبا : قالوا : لوحدها ! سألت العجوز المتكيء على الحائط القريب اذ كنت ألحظ وجوده دائما قرب الشجرة ولا شك أنه من أهل المكان : ياحاج بالله كم عمرها ؟ نظر الي ثم التفت الي صبية مرت من أمامنا يسبقها عطرها ووقع خطواتها على ما تبقى من بلاط الرصيف وسأل بنبرة قريبة من الاستنكار: - من هي ؟! - قلت على الفور : الشجرة طبعا . لم يجب وهو يتجه ليأخذ مكانه المعتاد ملتصقا بالحائط في مواجهة الطريق العام .. أدرت ظهري بدوري مستكملا طريقي نحو مقر عملي وأنا أستعيد شكل الشجرة الممددة خلفي ولا أدري لماذا رجعت بي الذاكرة الى عنوان كتاب أندري مالرو (سقوط السنديان) اذ لا علاقة بالطبع بين هذه الشجرة البائسة وسنديانة مالرو التي عنون بها نصا حواريا فذّا مع صديقه الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول .. جرني سياق الذاكرة الى جملة ديغول العبقرية " انه زمن نهاية الجنازات العظيمة " مصححا حديث مالرو عما أسماه بـ " زمن نهاية الامبراطوريات العظيمة" تلك الجملة التي أتبعها بقوله " أفكر بالمحرقة التي أسسقطت الكرات المشتعلة من جثة غاندي ،وصفارات القطارات الروسية وهي تعلن موت ستالين في العزلات السيبيرية وموكبي تشرشل وكينيدي وفيلة نهرو " لا شك أنه فكر أيضا في نعش ناصر يطفو فوق الأمواج البشرية التي غطت شوارع القاهرة مودعة زعيمها.. كل ذلك كان يدور في رأسي بينما تكفل عقلي الباطني بقيادة قدميّ حتى كانت الانعطافة الأخيرة المؤدية الى الشارع الجانبي حيث مقر العمل .. هنا اختفى من الذاكرة السيد مالرو ونصه وصرت أنا الذي أقود قدمي الآن وأزيد من سرعة حركتهما لأقترب من ذلك الضجيج القادم من آخر الشارع هناك أمامي حيث سبقني نفر غير قليل وآخرون من خلفهم مشكلين تجمعا بدا يأخذ شكل الزحام , وها أنا على تماس مع الخط الخلفي للزحام ثم يجرني الفضول لأتوغل نحو الخط الأمامي , وأمد عنقي في ذهول أمام مشهد : شجرة تسقط سادة الطريق كحاجز وضع عن عمد بينما ظل ثلث جذعها ثابتا على الرصيف ! التفت الى أقرب شخص أسأله بلهفة من يبحث عن عزيز فقده للتو: - متى سقطت ؟! - يبدو أنها سقطت الآن .. - كيف ؟! - قالوا لوحدها ! يا الهي ، أية مصادفة هذه ؟! في دقائق يمكن أن أحسبها بأصابع يديّ تسقط أمامي شجرتان هكذا ولا ريح ولا شبه عاصفة في المكان!! ماحدث كان مربكا لتفكيري وكافيا لتتلبسني حالة تشاؤم من الآتي , لكنه كان كافيا أيضا ليطعن في صدقية تلك المقولة التي حفظناها وكتبناها في خانة الحكمة بجرائدنا الحائطية المدرسية ( الأشجار تموت واقفة ) هاهو دليل على أن الأشجار لا تموت دائما واقفة .. أدير ظهري للجميع لأغادر المكان شبه هارب مستكملا طريقي الذي بدا طويلا هذا اليوم ، ويعود السيد مالرو وكتابه الى الذاكرة مرة أخرى – لماذا تقفز الى ذاكرتي أسطر في كتاب قرأته منذ عشرين عاما ؟ ربما الحديث عن الشجرة , لا أدري ــ سأل مالرو ديغول اذا كان اطلع على حوار القائد العسكري الألماني هيلموت مولتكه مع بسمارك الذي سأله فيه الأخير: - هل يوجد بعد هذه الأحداث شيء جدير بأن نعيش من أجله ؟) وأجابه مولتكه: - نعم صاحب الدولة , أن نرى شجرة تنمو .. سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف ثمة توجه مقلق خفي أحيانا ومعلنا حينا آخر نحو الانفاق على السلاح في منطقة المغرب العربي فيما يمكن أن يقترب توصيفا من مصطلح (سباق التسلح).. وهو ما استنتجته منظمة الأمم المتحدة في سياق توقفها أمام هذا التوجه حين دعت قبل سنة تقريبا بلدان المغرب العربي الى وقف ما اعتبرته نشرا للأسلحة التقليدية في المنطقة على خلفية التقرير السنوي الذي كان أصدره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام وجاء فيه أن أربعة من البلدان المغاربية – عدا موريتانيا – اقتربت من احتلال المرتبة العشرين في سلم ترتيب الدول الأكثر انفاقا على التسلح واستأثرت بثلث تجارة السلاح في القارة الأفريقية ، ما دعا عديد المتتبعين لشؤون المنطقة الى الانشغال ازاء هذا المؤشر المقلق ، وانعكس ذلك في تقارير وأراء مفصلة سبق أن تعاطت مع هذا الشأن .ولعل أكثر ما يقلق هنا هو أن هذا التهافت على التسلح لا يندرج ضمن أجندة جماعية منبثقة عن اتفاقيات للتعاون والتكامل بين دول يجمعها كيان مفترض واحد هو اتحاد المغرب العربي ، وانما هو توجه فردي خاضع لحسابات خاصة لكل دولة ، ولعل أيضا من أعاجيب السياسة العربية هو أن يتراجع عنصر الاطمئنان الذي يفترض أن يسود بين الجيران حين ينجزوا تجمعا أو تكتلا أو كيانا ما يجمعهم ليحل محله عنصر القلق وهاجس الخوف من الجار الى درجة الاحتماء بامكانيات القوة استجابة لهذا الهاجس ، فيصبح الانفاق على التسلح الذي يكرس التراجع نحو الذات والتمترس وراءها أهم من الانفاق على التنمية بما تحمله من امكانيات العمل الجماعي المشترك ومردوداته الايجابية على الحياة المعيشية لشعوب المنطقة جميعها وهو ما تم تسويقه في المنطقة تحت شعار (مغرب عربي بدون حدود) ساعة الاعلان عن ولادة اتحاد المغرب العربي قبل عشرين سنة .. ما يقلق أيضا أن هذا التسابق على التسلح يجيء في وقت يبدو فيه مناخ المنطقة غير معافى و يقترب من درجة الافراط في دول لا تتوفر بينها وعلى حدودها شروط الصحة السياسية – يمكن أن نستحضر هنا حالة الجزائر والمغرب من زاوية الخلاف المستحكم حول قضية الصحراء الغربية – فقد خصصت الجزائر مؤخرا مليارات الدولارات من أجل تجهيز وتحديث ترسانتها العسكرية ، ورغم أن شراسة المعركة التي تخوضها البلاد منذ سنوات ضد الارهاب المسلح يراها البعض مبررا لهذه السياسة ، الا أن حسابات الاحتمال تراها جارتها المغرب مبررة لمواجهة هذه السياسة بسياسة مماثلة ، وفي سياق هذه المتتالية لن تكتفي الجارتان الأخريان ليبيا وتونس وفق مبدأ الضرورة بموقف المراقب لمثل هذا المعطى الحساس على حدودها لتتسع بالتالي حلبة السباق .. ومع ذلك يظل السؤال : لماذا يحدث هذا ؟ مكتسبا شرعيته ، بل ويمكن طرحه في صيغة استنكارية : أي هاجس يدفع دولة واحدة من دول المغرب العربي الى تخصيص أكثر من ستة مليارات في ميزانيتها هذا العام للانفاق العسكري ؟ لماذا واحتمالات حروبنا مع الآخر مؤجلة او مشطوبة ؟ وعلى حساب من وماذا ستصرف هذه المليارات وأزيد في منطقة يرتفع مؤشر البطالة في بعض بلدانها الى نسبة %13وتصل نسبة الأمية في بلد آخر الى الـ 60 % أمام حقيقة جمود وتراجع معدلات التنمية وتخلخل الأمن الغذائي وانتفائه أحيانا , وما يصيب بلدان المنطقة جميعها من تداعيات أزمات العالم الاقتصادية اذ تتمدد خرائط الفقر في مجتمعاتها مولدة مشاعر اليأس الجمعي أمام حاضر متأزم ومستقبل غامض جعلها في كثير من المناسبات على أبواب ثورة جوع ، عند ذلك سيتعاظم القلق ويزداد التساؤل عن الوجهة الأخيرة لهدف هذا التهافت على التسلح الذي تشهده المنطقة.
مرسلة بواسطة bashir zabiya بشيــر زعبيــه في 2:27 ص 0 التعليقات روابط هذه الرسالة الأربعاء، سبتمبر 23، 2009سؤال وجيه.. ربما !! في المقهى ليست النميمة وحدها دائما هي الجامع المشترك لهؤلاء الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة الذين تراهم يتحولقون حول منضدة واحدة ويتعاطون الكلام في كل شيء من حالة الطقس الى قضية المشروع النووي الايراني والأزمة الصامتة بين الصين والولايات المتحدة وحتى تطور الطب البديل والعلاج بالأعشاب مرورا بقرعة كأس العالم لكرة القدم والحملة المسيئة للاسلام . كل بند يطرح يظل مفتوحا وكل شيء يجوز فيه الحديث في المقهي وان كانت نبرة هذا الحديث ودرجة الصوت تختلف من موضوع الى آخر فالحماس والصياح الذي يصاحب التعليق على مبارات في كرة القدم يتحول غالبا الى هسيس ووشوشة مع التفاتات بالرأس نحو اليمين والشمال وحتى الخلف والتفحص في هيئة المحيطين حين يتطرق الحديث الى خبر ما سمعه احدهم في فضائية ما أو هربه آخر من شبكة الانترنت . جمعتني يوما في المقهى جلسة مع أحد روادها الذي صار ما يشبه الصديق بحكم تعدد مثل هذه اللقاءات وسرعان مانهض مستقبلا بحرارة شخصا آخر كأنه فوجيء بحضوره وما ان جلسا حتى قال صاحبي لصديقه ممازحا : أعتقد انني لم ألتق بك منذ مرحلة ماقبل الشيب الذي بدأ ينتشر في شعرك مشيرا بعينيه الى رأس الرجل الذي استقبل الممازحة بتنهيدة جادة وردّ : هم . هم ؟ يا ساتر .علق صاحبي.وتابع : انشاء الله خير . ردّ الرجل الذي بدا أنه جاء خصيصا لكي يحكي : يا سيدي الولد أتعبني لم أعد أعرف ماذا أفعل .حاولت بقدر الامكان وفي حدود القدرة – تعرف حالة الموظف- توفير طلباته التي لا تنتهي . طلب يقود الى طلب دون فائدة . وبالمقابل فهو فاشل في دراسته ويفترض أنه على اعتاب الدخول الى الجامعة واقسم باني لم اره حتى الآن يتصفح كتابا . اسأله لماذا لاتذاكر . يرد بأنه لايعرف ولا يتصور ان بامكانه ان يجلس في البيت ويمسك كتابا لوحده ويذاكر . أقول له عندما كنت في سنك كنت اذاكر وحدي ودون ان يطلب مني احد . يردّ : ان ذلك كان يحدث في جيلكم . أقترحت عليه أن يقرأ قصصا خفيفة لترويض نفسه على القراءة . فقال لي هازئا (يا بابا اني غير نقرأ المنهج متاعي) . يا اخي يمكن ان ألخص لك حياته اليومية في كلمات ثلاث أو أربع : يأكل،يخرج،ثم يعود ليأكل وينام . لا أشعر انه يعاملني كوالد ,انه يعاملني كصراف , يحادثني فقط عندما يطلب (المصروفا). كلما حاولت ان أذكره بايجابياتنا حين كنا ف عمره يرميني بتلك الجملة المحفوظة : (يا بوي هضاكا جيل وهذا جيل). وعندما اعجز عن تحقيق احد طلباته المكلفة يغضب ويرد : لماذا هل الآخرين أحسن مني ؟ فأجيبه : يا ابني انا موظف ومرتبي محدود وأنت لست وحدك في البيت . يواصل الرد غاضبا : انظر الى جارنا (…) أليس موظفا مثلك ، انظر اليه والى ابنه وابنته أيضا كيف يغيرون السيارات والهواتف النقالة كما يغيرون ملابسهم . انظر كيف يسافرون ويقضون اجازاتهم في الخارج !! قاطع صاحبي صديقه متسائلا بتعجب وفضول : وهل حقا جاركم موظفا مثلك وهل صحيح ما يقوله ابنك بشأنه . فردّ صديقه : نعم ، ولكن هذا لايهمني ولا يجب ان ينعكس عليّ ذلك بالسلب والنكد وهو ما حاولت أن افهمه لابني . اسمع أيضا ياصديقي : الليلة البارحة فقط تأخر الولد في العودة الى البيت , انتظرته حتى عاد وسألته في شيء من التوتر : أين كنت ؟ رد بنبرة لا تخلو من استهزاء أو استياء واضح : (انت اللي وين كنت , أما أنا فكنت معزوما لدى صديق في استراحة بمزرعة يملكها والده , هناك رأيت ما جعلني أرد عليك وأسألك : (انت اللي وين كنت ؟؟!! ) .
| |
|