<TABLE class=pp dir=rtl ondblclick=poet_showhidenum(this) style="BORDER-TOP-WIDTH: 0px; FONT-WEIGHT: normal; BORDER-LEFT-WIDTH: 0px; BORDER-BOTTOM-WIDTH: 0px; COLOR: black; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-STYLE: normal; FONT-FAMILY: Simplified Arabic; BACKGROUND-COLOR: transparent; BORDER-RIGHT-WIDTH: 0px" cellSpacing=10 cellPadding=5 width=0 border=0>
<TR>
<td class=pp style="DISPLAY: none; COLOR: black" vAlign=top noWrap align=middle width=0>1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97</TD>
<td class=pp vAlign=top noWrap align=middle width=0>خذها فديتـك يـا شقيقـي ذكرى أرقّ مـن الرحيـق
و ألذّ مـن نجـوى الهـوى بيـن العشيقـة و العشيـق
خذهـا أرقّ مـن السـنـى في خضرة الروض الوريق
واذكـر تهاديـنـا عـلـى كوخ الطفولـه و الطريـق
و أنا و أنـت كموثقيـن ؛ نحـنّ فـي القيـد الوثيـق
نمـشـي كحـيـرة زورق في غضّبـة اللّـج العميـق
و نساجـل الغربـان فـي الوديـان أصـوات النعيـق
و إذا ذكـرت لـي الطعـام أكلـت أنفاسـي وريـقـي
***
أيّام كنّـا نسـرق الرمـان فـي الــوادي السحـيـق
و نعود من خلف الطريـق و ليلنـا أحنـى رفـيـق !
و نخاف وسوسة الريـاح ؛ و خضرة الطّيف الرشيـق
حتّـى نوافـي بيتـنـا ... و الأهل في أشقى مضيـق
فيصيح عمّـي والشراسـة فـي محـيّـاه الصفـيـق
و هنـاك جدّتنـا تناغينـا مـنـاغـاة الـشـفـيـق
تهـوي الحيـاة و عمرهـا أوهى مـن الخيـط الدقيـق
و أبـي و أمّـي حولـنـا بيـن التنهّـد و الشهـيـق
يتشاكيـان مـن الـطـوى شكوى الغريق إلى الغريـق
شكواهمـا صمـت كـمـا يشكو الذّبال مـن الحريـق
و يحدّقـان إلـى السكـون ورعشـة الكـوخ العتيـق
و اللّيل ينصـت للضفـادع و هـي تهـذي بالنقـيـق
و الشهب تلمـع كالكـؤوس علـى شفـاه مـن عميـق
***
وجـوارنـا قــوم لـهـم إشراقـة العيـش الطليـق
مـن كـلّ غــرّ يـمـز بيـن الأغانـي و النهيـق
و تـظـنّـه رجـــلا و خلف ثيابه وحـش حقيقـي
و تـراه يزعـم شـخـص ين جوهر المسـك الفتيـق
يتحادثـون عـن النقـود ؛ حديـث تجـار الرقـيـق
يتـخـيّـرون مـلابـسـا تصبي و تغـري بالبريـق
حتّـى تراهـم صــورة للـزور و الجهـل الأنيـق
و نـمـاذجـا بـرّاقــه لأناقـة الخـزي العريـق
***
يمشون في نسيـج الحريـر فهـم رجـال مـن حريـر
و كأنّهم مهن خلـق نسّـاج و خـيّــاط قــديــر
لــولا خــدّاع ثيابـهـم كسـدوا بأسـواق الحميـر
فقراء من خلـق الرجـال ؛ و يسخـرون مـن الفقيـر
و يسائلون مـع الرجـال ؛ عن المشاكـل و المصيـر
و مصيرهم بيـت البغيـذ ؛ و بيـت خمّـار شهـيـر
و هنـاك بنـت غضّـيـه أحلى مـن الـورد المطيـر
ترنـو و فـي نظراتـهـا لغـة الدعـارة و الفجـور
و حدجيثـهـا كالـجـدول السلسـال فضّـي الخريـر
حسنـاء تطـرح حسنـهـا للمترفـيـن ؛ و للأجـيـر
فجمالهـا مثـل الطبيعـة ؛ للنبـيـل .... و للحقـيـر
في مشيها رقص الحسـان ؛ و خفّـة الطفـل الغـريـر
و يكـاد يعشـق بعضهـا بعضا من الحسـن المثيـر
أودى أبوهـا و هـو فـي إشراقـه العمـر القصيـر
كان امرءا يجـد الضعيـف يمينـه أقــوى نصـيـر
يحنـو و ينثـر ... مالـه للطفـل و الشيـخ الكبيـر
يرعـى الجمـيـع فـكـلّ لـب سمـاويّ الضمـيـر
جـادت يـداه بمـا لديـه و جـاد بالنفـس الأخيـر
فـذوت صبيّتـه الجميلـة كالزنابـق فـي الفهجـيـر
و بكت إلـى أختـي كمـا يبكي الأسير إلـى الأسيـر
و مشت على شوك المآسـي الحمـر و اليتـم المـريـر
و مضت تـدوس الشـوك و الرمضا على القلب الكسير
و الحـزن فـي قسماتـهـا كالشك فـي قلـب الغيـور
تعرى فتكسوهـا الطبيعـة حلّـة الحـسـن النظـيـر
صبغت ملامحهـا الطبيعـة مـن سنـا البـدر المنيـر
من وقدة الصيـف البهيـج و هـدأة اللّيـل الضريـر
من خفّة الشجـر الصبـور علـى ريـاح الزمهـريـر
و مـن الأشعّـة و الشـذى و صراحة المـاء النميـر
فتعانقـت فيهـا المباهـج ؛ كالأشعّـة ... و العبـيـر
فجمالهـا قـبـل الحنـيـن و صدرها أحنى سريـر !
***
قل لي . أتذكـر يـا أخـي من تلك جارتنـا الشهيّـة ؟
هي فـوق فلسفـة التـراب و غلظـة الأرض الدنـيّـة
رحمـت مجانيـن الغوايـة فهـي مشفـقـة غـويّـة
بنت الطبيعة فهي ظلّ الحبّ و الـدنـيـا الـشّـذيّــة
كانـت ربيـع الأمنيـات ؛ و أغنـيـات الشاعـريّـة
فانصـت إلـيّ فلـم تـزل من قصّـة الماضـي بقيّـة
جـاءت بـهـا الـذكـرى و ما الذكرى ؟ خلود الآدميّة
حدّق ترى ماضيك فيهـا ، فهـي صورتـه الجلـيّـة
أوّاه ! ما أشقى ذكيّ القلـب فــي الأرض الغبـيّـه !
***
ما كان أذكـى " مرشـدا " و أبـرّ طلعتـه الزكيّـه !
كان ابتسامـات الحزيـن ؛ و فرحـة النفـس الشجيّـة
عيناه من شعـل الرشـاد ، و كلّـه مــن عبقـريّـة
إن لم يكـن فـي الأنبيـاء فروحـه المثـلـى نبـيّـة
قتلته في الوادي اللّصـوص فغـاب كالشمـس البهـيّـة
كان ابن عمّـي يزدريـه ؛ فلا يضيـق مـن الزريّـه
و من ابن عمّـي ؟ جاهـل فـظّ كلـيـل الجاهلـيّـة
يرنـو إلينـا ... مثلـمـا يرنو العقور إلى الضحيّـة
نعرى ؛ و يسبح في النقود ؛ و فـي الثيـاب القيصريّـة
و نذوب من حرق الظمـاء و عنـده الكـأس الرويّـه
و الكأس تبسـم فـي يديـه كابتسـامـات الصـبـيّـة
و الكـرم فــي بستـانـه يلـد العناقـيـد الجنـيّـه
حتّـى تــزوّج أربـعـا أشقتـه واحــدة شقـيّـة
فكـأنّ ثـروتـه دخــان ضاع فـي غسـق العشيّـة
فهـوى إلينـا و التقينـا ؛ كالأسـارى فـي البلـيّـة
***
و أتـى الخريـف و كفّـه تومـي بأشـداق المنـيّـة
و توقـع الـحـيّ الفـنـا فتغيّـرت صـور القضيّـة
و تحـرّك الفلـك الـدؤوب فأقبلـت دنـيـا رخـيّـة
و تضـوّع الـوادي بانسـا م الفـراديـس الـنـديّـة
قل لي : شقيقي هـل ذكـر ت عهود ماضينا القصيّـة
خذهـا فديـتـك قـصّـة دفاتـه النجـوى سخـيّـة
و إلى التلاقـي يـا أخـي في قصّـة أخـرى طريّـة
و الآن أخـتـم الـكـتـا ب ختامه أزكـى تحيّـة </TD></TR></TABLE>
</TD></TR></TABLE>