النائب فتحي قرعاوي.. رجل الإصلاح المربي والداعية والقدوة

لا زال الحديث متواصلاً عن نجوم الشعب الفلسطيني وممثليه من أعضاء المجلس التشريعي والوزراء المختطفين والمغيبين في بطن الحوت ، حيث سياسات القهر والإذلال ومحاولات كسر الإرادة والنيل من صمود أسرانا وممثلي الشرعية خلف القضبان .
ونقف في هذه الحلقة أمام شخصية دعوية صقلتها المحن والابتلاءات فازدادت لمعاناً وتألقاً ، شخصية صاحبة تجربة وباع طويل في العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي والخيري ، هذه التجربة التي أثرتها الخلفية الأكاديمية وتلك المحاضن التي نشأ وترعرع فيه دعوياً .
نقف اليوم مع الشيخ فتحي محمد علي قرعاوي " أبو حمزة " من رجالات التغيير والإصلاح وأصحاب الهمم السامقة والمبادئ السامية ، يأبى أحدهم إلاّ أن يكون أمة ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، لا يتأخرون في فعل الخيرات ولا يعرفون التسويف وتأجيل وإرجاء المهمات وعمل اليوم إلى الغد ، مجالستهم هي مجالسة حامل المسك وبائعه الذي يمكن أن تبتاع منه أو يحذِيكَ ( يعطيك ) أو أن تجد منه ريحاً طيبة .
إن هؤلاء القادة أجادوا وتقنوا فنون التعامل وبناء العلاقات الاجتماعية لذلك فإن تأثيرهم على الناس يجد صدى واسعاً واستجابة كبيرة ، الأمر الذي يصعب في إطار بناء علاقات خاصة ومتميزة ، وأبو حمزة من الذين استطاعوا أن يكسبوا مدة وحب واحترام الناس ففي محافظة طولكرم يعرفه القاصي والداني ، ويتأثر به القريب والبعيد ، حتى أصبح رمزاً اجتماعياً وطنياً يُشار إليه بالبنان .
إن الشيخ فتحي قد استطاع أن يقيم علاقاته على أساس منظومة متكاملة من المبادئ والقيم والأخلاق والصدق والإخلاص ، لذلك فإن هذا النوع من العلاقة سيدوم بإذن الله وستبقى مادام المحرك الرئيسي لها هو خدمة الناس ابتغاء لمرضات الله سبحانه وتعالى ، هذه الشخصية التي سمعت عنها قبل أن أتعرف عليها في مواقع الشدة والابتلاءات في ظلمة السجن من الدعاة الذين ما استلانوا يوماً فراش العجز والكسل ، فدقائق ليلهم غالية ، ما ترخصوها يوماً بالغفلة ، وهو من رموز التغيير والإصلاح الذين يعيشون اليوم حياة الأسير خلف القضبان ، وهم الذين خاضوا هذه التجربة مرات عديدة ، فترى سجنه مع الله خلوة ، وهاهم ومن قلب المعاناة والمحنة يتنافسون على حفظ كتاب الله .
أبو حمزة من الدعاة الذين لا يعرفون الراحة ، وهو من الذين عرف عنهم بأنهم يتحركون في كل اتجاه ، ومن الذين يتعوذون من العجز والكسل والهم والحزن ، والبخل والجبن ، وغلبة الدين وقهر الرجال .

إنه صوت الدعاة الذين يأخذون من الأعمال ما يطيقون ، وهم الذين على يقين تام أن الله لا يمل ، وأن أحب الأعمال إليه سبحانه وتعالى أدومها وإن قلَّ ، هؤلاء الرجال يقدمون كل ما يملكون من غالٍ ونفيس في إطار استشعارهم بالمسئولية الملقاة على عاتقهم ، لذلك لا يجدون سعادته إلاَّ بصدق ومضاء عزيمتهم ، وصدق فعلهم ، وعلوِّ هممهم ، وإخلاص النيات لله سبحانه وتعالى .
أبو حمزة ورجالات التغيير والإصلاح يعلمون أن الحقوق لا تقدم على طبق من فضة ، بل لا بد من عمل طويل ودؤوب على طريق مليء بالأشواك والمخاطر والعقبات التي تتطلب الجد والاجتهاد ، وهم الذين يدركون بأنفسهم الثمن الغالي للتصميم والعزيمة والاعتماد على النفس ، ومجابهة كل الضغوط المحلية والإقليمية والدولية ثمن استقلالية قرارهم وثباتهم على الموثق ومجابهة أي طارئ مستجد بروح المسئولية ، ففي سبيل الدين والوطن والقضية والمقدسات يهون كل شيء ، ومن أجل الأقصى يرخص كل شيء ، فهم على ثقة ويقين من طريقهم إلى الله ، طريق الدعوة ، طريق صوت الحق والقوة والحرية ، طريق التغيير والإصلاح