بعد بناء الجدار الفولادي بين مصر وغزة

Admin عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 08/01/2010

بعد بناء الجدار الفولادي بين مصر وغزة
___________________________________________

هذا الحوار مع الدكتور عمار علي حسن "الخبير السياسي والمتخصص في شئون الحركات الإسلامية" فإلى نص الحوار.

•[في البداية، نريد أن نتعرف على الأسباب الخفية وراء بناء الجدار العازل في الحدود الفاصلة بين مصر وفلسطين؟

دعني أقول لك أن الولايات المتحدة الأمريكية بآلتها العسكرية فضلا على الكيان الصهيوني يمارسان ضغوطا غير متصورة على القيادة المصرية من أجل منع تهريب الأسلحة والذخائر إلى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وظهر ذلك جليا أثناء الحرب التي شنها الكيان على غزة فوجد صمودا غير عادي وذخائر ما كان يتخيل أنها بحوزة المقاومة بكافة صورها، هذه الأسلحة كانت قادرة على الردع، ومن وقتها وجه لوم حاد للقيادة المصرية بسبب تهريب هذه الأسلحة فضلا على بعض مبادرات الولايات المتحدة بالحفاظ على أمن الكيان الصهيوني والذي دفع بها لممارسة ضغوط أخرى، تم ترجمت كل هذه الضغوط في بناء الجدار الفولاذي، بعدما فشلت بعض أجهزة الاستشعار الدقيقة التي نشرتها مصر على حدودها للكشف عن أنفاق على الشريط الحدودي.

* [هل هذا الجدار الهدف منه منع تهريب الأسلحة أم حصار غزة ومنع وصول الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني؟

** هذا الجدار من شأنه القضاء على الشعب الفلسطيني سواء كان ذلك في منع و تهريب الأغذية والسلع الرئيسية أو منع تهريب الأسلحة لأنها تمثل ردع للكيان الصهيوني، والهدف الأسمى التضييق على حركات المقاومة الفلسطينية بشكل عام وفي القلب منها "حماس" حتى ينقلب سكان غزة على المقاومة لأنها بالطبع سوف تكون سببا في حصارهم وقتلهم وبالتالي يعودوا مرة ثانية إلى أحضان السلطة الفلسطينية.

* وهل المقصود من وراء بناء الجدار القضاء على المقاومة بعيدا عن الشعب الفلسطيني؟

** الهدف كما ذكرت في ثنايا كلامي الشعب الفلسطيني كاملا ربما يكون في القلب من ذلك حركة المقاومة "حماس" لأنها تمثل صد وردع للكيان وتقضي على أحلامه أولا بأول، وأن الوصول للقضاء على الحلم الفلسطيني ومن ثم الشعب من خلال استهداف المقاومة بشكل عام، فالكيان يفكر جديا في طرد فلسطيني الضفة في الأردن وفلسطيني غزة في سيناء وبالتالي يحتل الكيان كل الأرض الفلسطينية، وأظن أن هناك جناح رشيد لدى الحكومات العربية والإسلامية يدرك أن الحفاظ على المقاومة هو حفاظ على الأمن القومي العربي ورادع أمام مشروع هذا الكيان في احتلال أراضي عربية كثيرة.

*في حال التصعيد الدائم للكيان، كيف تتصدى المقاومة للحرب الشرسة؟

** لا شك أن وعد الله عز وجل بنصرة المجاهدين نبراسا يرفعه كل الشعب المجاهد في غزة والضفة وفي كل مكان، وبالتالي فحرب الكيان لا تنتهي ودور المقاومة سوف يظل متجددا لأن المقاومين هم الفئة المنصورة بمشيئة الله فلن يتخلى عنها الله عز وجل وبالتالي لن تكف الوسائل، فصور المقاومة للمقاومة كثيرة ولن تعدمها بدليل تطوير أسلحتها وآلياتها لتصل إلى قلب تل أبيب وتصل للمفاعل النووي في النقب، وهذا إن دل فإنما يدل على وعد الله لنصرة الفئة المنصورة بإذن الله تعالى.

* كيف يستثمر الشعب الفلسطيني الحرب التي يشنها الكيان ضده، وما هي بدائل الشعب أمام هذه الحرب الشرسة؟ *

* الحاجة أم الاختراع وكثيرا ما استطاع الشعب الفلسطيني استثمار الضغوط التي تمارس ضده سواء كانت من قبل الكيان الصهيوني أم من قبل دول صديقة، تغلب أهل القطاع، على سبيل المثال، على الحصار الذي فرض عليهم وخلقوا أدوات جديدة منها على مستوى التعليم فتخرج كيمائيون ومهندسون بطفرة من جامعاتهم شاركوا جميعا في تطوير أسلحة حماس التي تدافع بها عن الشعب الفلسطيني.
فحركة المقاومة الإسلامية حماس نجحت بالفعل في الاستفادة من حركات المقاومة الموجودة في العالم، فبفضل الله عز وجل نستطيع أن نقول أن المقاومة بما أبدعت من وسائل شلت يد الكيان الصهيوني وجعلته يخشى الدخول في حرب جديدة ضد الفلسطينيين لما وجده من مقاومة شرسة.

* على مستوى التاريخ، هل تجدي هذه الحرب مع حركات المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية؟

** لن تجدي هذه الحرب في إذلال الإرادة الفلسطينية وسوف تظل هذه الحرب سجال حتى تنتصر الأرض والعقيدة معا وتعود كامل الأرض إلى حضن أصحابها وتعود المقدسات إلى حضن المسلمين في كل مكان، وذكرت لك منذ قليل كيف انتصرت حركات المقاومة في دول كثيرة مثل صمود المقاومة في فيتنام مثلاً، الجيوش النظامية كثيرا ما تسقط أمام حركات المقاومة لأنها لا تدخل إلا لحرب محددة الهدف ولمدة محددة أيضا، أما حركات المقاومة فأهداف أكبر وأعمق ولا تضع وقتا لإنهاء الحرب إلا بخروج المحتل فضلا أن نفسها أطول عمقاً.

* ما هو الدور المنوط بالأمة الإسلامية للدفاع عن ما أغتصب من أرض المسلمين؟

** دور الأمة والشعوب العربية والإسلامية عظيم لنصرة إخواننا في فلسطين وهذا خيار إستراتيجي للدفاع عن الأمن القومي العربي والإسلامي ضد مشروع وحلم الكيان الصهيوني لإقامة دولته التي لن يقدّر الله عز وجل لها أن تكون.
وأول دور يجب أن نقوم به هو دعم الشعب الفلسطيني بكل ما يحتاجه من دعم سواء كان دعماً معنوياً أو مادياً، ودعم المقاومة بكافة الطرق والوسائل، ومقاطعة العدو الصهيوني وكل من يدعمه، وباب الدعم مفتوح كل حسب قدرته وإمكانياته.

» إسلام مطلق حملة منع بناء المآذن في سويسرا