[font= Andalus][color=green][center]همــسة في أذن الدعاة
[size=24]الحياة مع القرآن
[size=18]أخي في الله .. القرآن دستورنا..
إنه الشعار الذي نرفعه فوق كل شعار..وتصدح به حناجرنا صباح مساء. فهل نعيش حقــًا معًا في هذا الشعار ؟
أخي الحبيب.. إنني أعتقد أن هذه الجلسة معك لابد أن تكون مميزة و مختلفة, أتدري لماذا ؟ لأننا سنتحدث عن كتاب ربنا , ودستور حياتنا , ومنهج دعوتنا , ونور طريقنا , وراحة أنفسنا ... سوف نعيش مع كلام الله , وأية دقائق أغلى من هذه الدقائق واللحظات ؟؟ ولكن و بالرغم من الراحة التي أشعر بها عندما أحدثك عن كتاب الله عز وجل أراني أشعر بالعجز عند الكتابة حول
هذا الموضوع . أشعر بالإشفاق على نفسي , وقد يصل بي الإشفاق إلى الخوف , فهل لمثلي أن يرقى إلى مستوى الحديث عن كتاب الله , وهل سأوفي هذا الموضوع حقه ؟ من هنا- يا أخي- سأحدثك من خلال القرآن عن القرآن, وما عليك إلا أن تقف وقفة تأمل لتقرأ بقلبك وروحك ما لم أستطع أن أخطه بقلمي و بناني ...
فبالله عليك أنصت واسمع وتدبر : قال الله تعالى {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ..} . وقال أيضا {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون }. وقال أيضا {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين }.
أخـــــــي في الله ... هذا غيض من فيض , ولو جلسنا نستــعرض ما ورد في القرآن عن القرآن لا ستغرق ذلك منا عــــشرات الصفحات.... إنما هي إشارة . أخي في الله .. إن القرآن هو سبب رفعتنا,وسر قوتنا, وسر حياتنا..هذا ما يعرفه القاصي والداني , ويشهد به العدو قبل الصديق .., فكيف – بالله عليك – تسول لنا أنفسنا التخلي عن هذا الكنز الثمين ؟؟.
حقًا إنه كما وصفه أحدهم كالجوهرة الثمينة المغلفة والموجودة داخل علبة عادية ولكن لا يلتفت إليها الناس, لجهلهم بما في داخلها .. وهكذا القرآن الكريم , هجرناه وابتعدنا عنه لجهلنا بما فيه من كنوز الإيمان و اليقين و النصر والكرامة ..,فهلا حملناه وأجلنا النظر و الفكر بما يحتويه حتى ننفض عن كواهلنا غبار الذل والهوان ؟؟ . أخي في الله...كثير منا في هذه الأيام يشكو الفتور والغفلة والاضطراب النفسي, وهي أمراض– في رأيي – سببها معروف ..إنه البعد عن كتاب الله و عن مائدته الشهية.صدقني يا أخي, أقولها لك بكل صراحة , إن اليوم الذي يمر دون أن أقرأ فيه القرآن لا أعتبره من حياتي , لأنه يوم أشعر فيه بالضيق والأسى والاضطراب , ولأنه يوم أرى فيه كل ما حولي يؤنبني ويوبخني .. أما اليوم الذي أجلس فيه الساعات الطوال مع كتاب ربي وكلماته فإنني أشعر بأنه يوم مميز , بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى , أشعر قيه بالراحة النفسية و بالخشية , والقشعريرة الإيمانية تهز روحي وشاعري .. كيف ولا وأنا أقرأ قول الله عز وجل : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }.. حقًا يا أخي, لو أحسنا الصلة بآية واحدة من كتاب الله عز و جل لسرى تأثرها وهزت المشاعر و أنارت القلوب كتيار الكهرباء, حينما يحدث الاتصال تسري الكهرباء وتنير وتولد الطاقة.. أما إذا وجد عازل لم يسر التيار ولم يحدث له أي تأثير .
وهنا يا اخــــــي أجدني مضطرًا أن أنقل اليك بعض الكلمات التي خرجت من فم إنسان عاش كتاب الله عز وجل بكل كلـمة من كلماته وآية من آياته , إنه شهيد الإسلام سيد قطب رحمه الله تعالى ... , إستمع إليه وهو يقول في مقدمة الظلال : " الحياة في ظلال القرآن نعمة , نعمة لا يعرفها الآ من ذاقها , نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه ..
والحـــــمد لله لقد من علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان , ذقت فيها من نعمته ما لم اذق قط في حياتي .. لقد عشت أسمع الله سبحانه يتحدث إلي بهذا القرآن , أنا العبد القليل الصغير .. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟...
يا معشر الدعاة إلى الله خذوا وصية نبيكم :{ اقرؤوا القرآن , فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه }
ولذلك أقول في الختام: عيشوا مع القرآن لتتذوقوا حلاوته, ومن ذاق عرف , ومن عرف غرف , ولن أزيد .