]]]ماهو السحر الذي أصاب محمد صلى الله عليه و سلّم[[[

الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه حمدا يوافى قدره ويكافىء نعمه وعطاياه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد
فى سنة سبع من الهجرة جاء رؤساء اليهود الى لبيد الأعصم ووكان ساحرا ماهرا وقالوا له يا بيد انك أسحرنا وطلبوا منهم أن يسحر لهم النبى على أن يجعلوا له جعلا (اى عطية)فجعلوا له ثلاثة دنانيرفسحر لبيد النبى فى مشط له ومشاطة من شعر رأسه أعطاهما له غلام يهودى كان يخدم النبى بعض الأحيان ووكان السحر على هيئة عقد فى وتر وكانت احدى عشر عقدة وفى كل عقدة ابرة مغروزةودفن ذلك فى بئر يسمى ذروان فمكث النبى متغير المزاج من ذلك سنة وقيل ستة أشهر وقيل أربعين يومافلما اشتد به الحال ونزل اليه جبريل بالوحى أخبره بمكان السحر وهيئته وفاعله فبعث النبى سيدنا على كرم الله وجهه وأخرج ذلك السحر المدفون ولقد نزل سيدنا جبريل عليه السلام فى ذلك الحين بالمعوذتين و قراها النبى على السحر وكلما قرأ آية انحلت عقدة حتى انحت كلها ووجد النبى خفة كأنما نشط من عقال وكان ذلك السحر سبب نزول المعوذتين على النبى صلى الله عليه وسم ولقد مسخ الله ماء ذلك البئر فكانت كنقاعة الحناء وأحضر النبى صى الله عيه وسلم لبيدا واعترف واعتذر فعفا عنه ولم يؤثر السحر فى عقله بل فى بعض جوارحه
ولقد أنكر كثيرين امر هذا السحر واستعظموه قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى :
أنكر طائفة من الناس وقالوا لايجوز هذا فى حق النبى وظوه نقصا وعيبا وليس الأمر كما زعموا بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع وهو مرض من الأمراض واصابته به كاصابته بالسم الذى أصابه بخيبر من اليهود أيضا لا فرق بينهما وقد ثبت فى الصحيحين عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنهاأنها قالت :
سحر النبى حتى انه كان يخيل اليه أنه يأتى نساءه ولم يأتهن وذلك أشد ما يكون من السحر.
قال القاضى عياض رحمه الله تعالى والسح مرض من الأمراض وعارض من العلل يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا ينكر ولا يقدح فى نبوته وأما كونه يخيل اليه الشىء ولم يفعله فليس فى هذا ما يدخل عليه داخلة فى شىء من صدقه لقيام الدليل والاجماع على عصمته من هذا وانما هذا فيما يجوز طروءه عليه فى أمر دنياه التى هو فيها عرضة للآفات كسائر البشر.
ولقد روى ( على حد قراءتى) أن النبى لما عانى من السحر رأى كما يرى النائم ملكين جالسين عند رأسه يكلم أحدهما الآخرويسأله ما به فيجيبه بأنه مطبوب أى مسحور فيسأله عن الذى سحره فيجيبه لبيد الأعصم ومن خلال حوار الملكين يتبين للنبى مكان السحر وفاعله وينزل عليه جبريل بالمعوذتين ويكون شفاؤه باذن الله تعالى
قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى :وكان غاية هذا السحرفيه انما هو فى جسده وظاهر جوارحه لا على عقله وقلبه ولذلك لم يكن ليعتقد صحة ما يخيل اليه من اتيان النساء بل يعلم أنه خيال لا حقيقة له ومثل هذا قد يحدث فى كثير من الأمراض والله أعلم
ومن أفضل علاجات السحر القرآن الكريم والأذكار النبوية فى الصباح والمساء والمحافظة على الطاعات والصلوات فى أوقاتها فذلك كله يهزم الشيطان ومن أجمل السور سورة البقرة للمسحور ومن به مس أو وساوس شيطانية وأيضا سورة الصافات ويس وقد أخبرنى بذلك أحد الشيوخ الأفاضل الموثوق بهم فى علاج السحر والمس بالقرآن الكريم نحسبهم عند الله على خير ان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .