[size=16] بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين
مع ازدياد التوجه للاهتمام بالتربية سواء للأبناء أو للمتربين كافة,نمت ثقافة البرامج التربوية المقدمة,وظهر
مع ذلك التمايز بينها والدعوة للتخطيط والإبداع في ذلك,وعلى هذا التداعي المستمر لها فقد برز ما يعوق تلكم البرامج إما بسبب الإهمال في الترتيب أو ضعف الهمة أو حتى فقد مفاتيح التخطيط لها وهذا مما يسبب ضعف نتاجها وهذا ما لايرجوه مقدم البرنامج,ولهذا الموضوع أهمية في واقع التربية ولعلي أن أوفق هنا في الإشارة لمعظم الملامح المهمة لإخراج برنامجاً ناجحاً ومبدع اًوبجهد قليل وتكلفة أقل , وقد كان هذا الجمع من واقع انخراطي في المجال التدريبي والمجال التربوي والتخطيط للبرامج فجمعت هذه المحاور المهمة وسوف أعرضها بطرح أسئلة يحتاجها كل من أراد تقديم أي برنامج ومع إجابتها والتعود عليه دائما سيجد المربي تغيراً-بإذن الله- في أطروحاته وفكره وكذلك على الجهة المستفيدة أياً كانت,ويلاحظ أنها شاملة –بإذن الله-لأي برنامج سواءً تربوياً أو ترفيهاً أو اجتماعياً وغير ذلك , ويستطيع أن يبلور كيف يريد بناء على المحاور التي سنوردها .والآن إلى المحاور:
لماذا؟ وهذا يهتم بصناعة هدف البرنامج,ومما ينبغي الإشارة له هو ألا تزيد الأهداف وخاصة للبرامج الصغيرة عن هدفين أو ثلاثة ليسهل تطبيقها وملاحظتها.
لمن؟ وهذا السؤال يحدد الجهة المستفيدة من البرنامج:نساء ,رجال,أطفال,كبار,موهوبين,أيضاً البيئة والظروف المعيشية,العادات والأعراف ,غير ذلك مما سيجعل البرنامج يسير وفق معظم احتياجات المستفيدين.
ماذا؟ عندما تحدد الفئة والهدف من البرنامج لابد أن نوضح ماذا سيقدم للمستفيدين,بأي قالب تربوي سنقدم البرنامج,فهناك المسابقة واللعبة التربوية,وهناك الزيارة وغيرها .
كيف؟ وهنا سر التميز ومربط الفرس,حيث الإجابة على هذا السؤال هو الذي يجعل للبرنامج مذاقه الخاص وشكله الجذاب,حيث أن القوالب في هذا الباب تزيد يوماً بعد يوم , وهذا ما ندعو إليه معاشر المعلمين والمربين للاهتمام بهذا المجال.
أين؟ لتحديد مكان البرنامج وموقعه ولهذا التحديد أهمية بالغة فالمسرح يختلف عن قاعة التدريب,ويختلف عن بهو المسجد,وهذا الاختلاف يرجع إلى الإمكانيات ,واستطاعة إجراء بعض مفردات البرنامج من عدمها وهكذا.ومن ثم يأتي أهمية تنسيق المكان فإن كانت جهة رسمية أحتيج لعمل الخطابات والمراسلة المسبقة. أومقر للتدريب أو قد يكون في مقر قاعة أفراح وغير ذلك.
متى؟ لتحديد زمن البرنامج ووقته وتاريخه أهمية عظمى في معرفة تناسب الوقت مع الفئة المستفيدة,كذلك مع الإعداد لمقدمي البرنامج,فوقت الليل مثلاً لا يصلح للأطفال عادة ,بينما قد يناسب البالغين , هكذا نجد مدة البرنامج قد تطول للأطفال إذا كان البرنامج حركياً,وتجدها تقل في حين كون البرنامج معرفياً ,ويهم تحديد الزمن للتنسيق مع المقدم منذ فترة ليست بالقصيرة قبل البرنامج.
من؟ وهذا السؤال يهتم بعدد المقدمين أو المشاركين في تقديم البرنامج,وبالإجابة يظهر العدد المناسب,ويزيد معيار النجاح إذا حدد العدد بالمهام الموكلة لكل واحد.دون زيادة أو نقص.
كم؟ وهذا لرسم الميزانية المتوقع صرفها للبرنامج,وكذلك الاحتياجات,ويراعى فيه الدقة ومحاولة الاستفادة من الأغراض الموجودة دون اللجوء لشراء الجديد إلا إذا دعت الحاجة.
وكم قد أفلتنا في برامجنا الشيء الكثير من مادنها الرائعة حين نسيان شيء من الأغراض أو الأجهزة المهمة.
هل؟ هذا السؤال الذي ينبغي لمقدم البرنامج التعرف عليه نهاية البرنامج بالطريقة التي يراها مناسبة,وهو أن يرى هل وصلت فكرة البرنامج,وهل تحقق الهدف منه,وتختلف الطرق في ذلك فبالاستبانة,أو الملاحظة لإيماءات الجمهور , أوبسؤالهم نهاية البرنامج عن الفائدة,قد يكون بسؤال الطبقة الجيدة نهاية البرنامج عن جوانب القوة وجوانب الضعف لتعزيز الأولى وتقويم الثانية.
وإليك أخي القارئ تمرينين لهذه الطريقة أتمنى من المهتمين تطبيقها والتواصل معي عن طريق البريد الإلكتروني,وأرحب بأي برنامج مقترح أو فكرة جديدة لنغذي بها محاضننا وبرامجنا التربوية فتعم الفائدة للجميع.
نموذج 1: البرنامج :برنامج ترفيهي لطلاب المرحلة الابتدائية .
نموذج 2: البرنامج:زيارة لدار الرعاية الاجتماعية للمرحلة الثانوية.
نموذج3: رحلة عائلية في الإجازة الصيفية.
* ويلاحظ هنا:
1- إذا كان البرنامج طويلاً كأن يكون نشاط لأح الأندية الصيفية,أو رحلة ومعسكر طويل فيجزأ إلى برامج صغيرة ومن ثم يصنع لكل برنامج مثل تلكم الخطة.
2- الطريقة المقترحة سابقاً تفيد في جل البرامج ولا ندعي كمالها ولكنها تفيد إلى نسبة عالية.
أتمنى أن تكون وصلت الفكرة وأن تكون برامجنا ذات طابع تربوي وبناء مبدع,ولاشك أنه لا يخلو بشر من خطل وزيغ ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله,أشكركم على مروركم على الموضوع وأرحب بتعليقكم أو إضافاتكم ,ولكم تحياتي[/size]